الأربعاء 08 أيار 2024 الموافق 29 شوال 1445
آخر الأخبار

السيد ايمن الموسوي يسرد حادثة حصلت بينه وبين سيدة في حفل زفاف في بلدة جنوبية: اثارت اسئلتها نظر الحاضرين !

ياصور
نشر سماحة السيد ايمن الموسوي على صفحته على الفايسبوك ما يلي:

حدث معي:

دُعيت إلى عقد قران في منزل. في الأثناء، دخلتْ إحدى المدعُوَّات إلى الصالون بلباسٍ يتناسب مع حضور حفلة العرس في صالة أكثر مما يناسب حضور عقد قِران في منزل...( لنكتفي بهذا التوصيف، كي لا يتحاذق عليَّ بعض العباقرة بتعليقٍ سخيفٍ مثل صاحبه أنه كيف عرفتَ يا سيِّد!! فملاحظتي ذلك لا تحتاج إلى بَحْلَقة!!) جلستْ بين الحضور..بعد أن قدّمتُ كلمةً موجزة لأن العريس يكون (حائصاً!! لأنَّ مَصبَّ اهتمامِه ليس بالحسين بل بالهريسة!!)و بعد عقد القِران..دار الحديثُ بيني و بين الحضور و تركّز حديثُهم حول السياسة اللبنانية و وسخِها و السياسيين اللبنانيين و قذارتِهم المعروفة..وكانت هي ممن شاركتْ إلا أنَّ محور أسئلتها حول:
الإستفسار عن بعض مقاطع دعاء كميل، ومعاني بعض الكلمات الغامضة في دعاء الصباح، و سألتني عن تفاصيل متخصصة لمَن أدمَنَتْ صلاة الليل، و في تفاصيل فقهية. أثارتْ أسئلتُها نظرَ الحضور لجهة المفارقة بين أسئلتها ومظهرها، لكن أسئلتها لم تكن محل استغرابي فأنا قد اعتدتُ على فهم الشخصيات نفسياً..سألَتني: أنتَ عالِم الدين الوحيد الذي لم تسألْني: لمَ لستِ محجبة؟ قلت لها: ما دامت معرفتُك الدينية في هذا المستوى فإني أعرف أنك تعرفين ذلك؟ و بالتالي سيكون سؤالي تدخلاً في خصوصيات شخصيتك و حياتك و ظروفك أمام الناس، و أنا، ربما بعكس غيري من إخواني العلماء، لا أتدخل في خصوصيات الآخرين. حين تريدين ذلك فإنك ستجدينني حاضراً للمساعدة. و لقد فهمتْ عمقَ أقول بدقة. بأي حال، وقبل أن أغادر، قلتُ لهم: لقد عقدتُ أنا القران، و هي أعطتكُم الفائدة: أنظُروا إلى الآخرين فيما يمكن أن تستفيدوا منه لإكمال أنفسكم لا لانتقاد الآخرين و أنتِ كذلك. حين تخرجون من هنا لا يكنُ محورُ حديثِكم بين بعضكم: لمَ لا تلبس فلانة الحجاب؟ إنها تتحدث في الدين بينما هي ليست محجبة؟! إسألوا أنفسكم: كيف تملك تلك الفتاة هذه الثقافة الدينية بينما نحن المتدينون لا نملكها؟ و طوروا أنفسَكم على مستوى "المعرفة الدينية" الذي تفتقدونه بدل أن تنتظروا تطوير الآخرين لأنفسهم على مستوى "السلوك الديني" الذي يفتقدونه، ولندعُ الله جميعاً لأنفسنا بالصلاح لنا جميعاً. هذا هو الدين المحمدي.
تم نسخ الرابط