كورونا خطف الشابة الجنوبية (31 سنة) في آخر اسابيع حملها... ولدت طفلها لتحميه من مرارة العلاج، تدهورت حالتها وتوفيت تاركة طفلتها (3 سنوات) وزوجها مصابين مفجوعين بعد ايام على عيد ميلادها

كلمات بسيطة هي ولكنها تفي "وفاء كوراني" بعض حقها بعبارات تلهج بها القلوب التي أوقد لهيبها الفيروس الخبيث... فالشابة الجنوبية كانت تحضر لولادة طفلها الثاني... كانت المعلمة المفعمة بالفرح وحب الحياة سعيدة جدا مع طلابها تبث فيهم روح الأمل رغم ما تفرضه جائحة كورونا التي الزمتهم بيوتهم، ثم تنتقل الى طفلتها الصغيرة (3 سنوات) تحضرها لتكون الاخت الكبرى لجنين ينمو في احشائها رويدا رويدا على وعد اللقاء حتى اقتحم الخبيث حياة عائلتها واستحالت الابتسامة سيلاً من دموع وأبدل القدر ضحكات السرور آهات أليمة تسبح حمدا ورضا بقدر الله تبارك وتعالى...
اصيب زوجها بالفيروس، واصيبت هي وابنتها وشقيقتها، وفق ما روت صديقة العائلة لموقع "يا صور"... كانت في الاسابيع الاخيرة من حملها، وقاومت عوارضه حتى أعجزها، فنقلت الى المستشفى حيث نصح الاطباء بولادة مبكرة لحماية الجنين... فولدته لتبدأ حالتها بالتدهور اسرع حتى اسلمت الروح امس بعد ايام قليلة على عيد ميلادها الواحد والثلاثين في 16 شباط....
صاعقا حل الخبر على احبائها واهلها في بلدة ياطر الجنوبية حيث وريت الفقيدة الثرى في مأتم مهيب حضره المقربون من الارحام فقط... اسدل ستار من تراب على جسدها الشاب ولكن روحها المرحة وذكراها الطيبة ما فارقت محبيها ولن تفارقهم... فلا احد يصدق ان الشابة التي لم تكن تعاني من اي امراض مزمنة رحلت في حين غفلة لتكون ملاكا حارسا لطفلتها وزوجها ترمقهم بنظرتها الحنون من عليائها وتصلي لشفائهم وشفاء كل مصاب، وتتضرع الى الله ان يمن بالوعي على جهلة ما زالوا باستهتارهم يودون بحياة ابرياء ويصيبون عائلاتهم بجراح غائرة حتى يوم اللقاء السرمدي ...