بثوبها الملائكي: ارتقت الشابة 'رنا' بعد عظيم ما فعلته من أجل أخيها... و'محمد' ينشر رسالة مؤثرة عن أيامها الأخيرة
المصدر : يا صور
المصدر : يا صور
تاريخ النشر : 20-05-2023
" وكأن القدر يتأمل في الوجوه كل يوم ... يبحث عمن تكللهم هالة من محبة كثيرين، فيجذبهم الى صفحات العمر الأخيرة كما يجذب النور الساطع فراشات البرية... يستل من جعبته جرعة من فراق سرمدي مرير، ويسقيههم حتى تزهر أجنحتهم ويرتقون.... فلا مكان ههنا يليق بالطيبين وطهرهم.....

بالأمس، فجعت الجالية اللبنانية والعربية كما جميع أبناء مدينة ديربورن الاميركية بنبأ رحيل الدكتورة رنا رفيق صباغ حيدر (43 سنة)... الطبيبة، أخصائية التغذية ، والرياضية المحبوبة ذائعة الصيت.... ابنة بنت جبيل الجنوبية امتهنت طب الامراض الداخلية منذ 16 سنة بعد تخرجها من جامعة Wayne University بتخصصها الطبي، اضافة الى تخصص ثان في مجال التغذية.... ولكن تلك لم تكن بصماتها الوحيدة....

فجميع من عرفها، من مرضاها الى زملائها وأصدقائها وأحبائها، شهدوا لها بروحها المرحة وحبها المفعم للحياة واندفاعها.... فهي التي كانت تداوي مرضاها ببسمتها الداعمة واهتمامها الدافق... لطالما ضجت حياتها بالحيوية والنشاط، فشاركت، رغم كثير انشغالاتها والتزامها بحياتها المهنية والعائلية مع زوجها مروان حيدر، في أكثر من 70 سباقا ماراثونيا محليا ودوليا، أهدتهم لروح شقيقها مصطفى ولكل من هم بحاجة لدعم لمتابعة كفاحهم في كل يوم....
على صغر سنها، رحلت الطبيبة رنا وقد تركت بصمات مشعة في حنايا الكثيرين، ممن فقدوا برحيلها ابنة محبة، أختاً داعمة، زوجة عاشقة، طبيبة مداوية راعية إلى ما هو ابعد بكثير من حدود الواجب المهني، وزميلة متفانية .... وحتى في رحيلها، سطرت لهم أسمى آيات القوة والجلد والصمود.... فهي التي أصرت على استقبال مرضاها حتى أيامها الأخيرة، ورفضت أن تستسلم لمرارة الألم .... وهكذا قال شقيقها الدكتور محمد صباغ في رسالة عممها لمحبيها والمطمئنين الكثر عن حالتها في الايام الاخيرة، طالباً من جميع محبي "الشهرة وعاشقي الأضواء" الكف عن نشر اخبار عن حالتها، طمعاً بتعاطف القلقين عليها.... "أختي محاربة بطلة... هكذا كانت وهكذا ستكون وسنكون دائماً إلى جانبها... نقدر دعم الجميع ومحبتهم التي غمرتنا ونتمنى احترام خصوصية الطبيبة رنا وحالتها الصحية"....

تعددت الأسباب والروايات المتطفلة ولكن.... النهاية الأليمة واحدة.... فقدت عائلة رنا والمجتمع المحلي الأميركي في ديربون والجالية اللبنانية والعربية جميعاً شابة طموحة مفعمة بالأمل والطموح.... فلترقد روحها بسلام على أمل أن تكون لعائلتها ومحبيها ملاكاً حارساً في السماء، ولتكون نجمة تسطع في سماء وطن عليل ما برح ينزف خيرة أبنائه على مذابح الغربة قبل أن ينهل من غزير عطاءاتهم ليداووا ما به حل ويحل....

   

اخر الاخبار