الإثنين 06 أيار 2024 الموافق 27 شوال 1445
آخر الأخبار

'حماس': خلف الدولة اللبنانية في 'عين الحلوة' بقلم د. مهدي عقيل

ياصور
" قبل أربع وأربعين يوماً، شهد مخيم عين الحلوة أحداثًا دامية بين حركة فتح والمنظمات الإسلامية المتشددة، إثر اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبو أشرف العرموشي و4 من مرافقيه دون تسليم القتلة. وتوَقَفَ القتال والنار تحت الرماد. ومن ثم تجدد القتال مطلع الأسبوع الفائت، على الخلفية ذاتها، وبلغ عدد الضحايا عشرة، وأربعة وثمانين جريحاً حتى كتابة هذه السطور. ولم تنجح محاولات الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في توقف القتال. وربما يكون نصيب اجتماع جميع الفصائل والجهات المعنيّة في المديرية العامة للأمن العام اللبناني، يوم أمس، الفشل، أو في أقل تقدير، قد  تؤدي إلى توقف الاشتباكات لفترة معينة وحسب.
 
وعليه، تُطرح تساؤلات عدة بخصوص الفصائل الفلسطينية الفاعلة، لا سيما حركة "حماس"، المصنّفة من القوى الإسلامية المعتدلة، والتي تتمتع بـ"مونة" على القوى الإسلامية كافة، فما هو موقفها من الصراع بين الأخوة؟ وهل تؤمن بنظرية المؤامرة تجاه مخيمات لبنان؟ وهل تؤيد الإجراءات التي قد تلجأ إليها الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية؟

تخطت أزمة مخيم عين الحلوة الخطوط الحمر، ولم يتوقف خطرها على حياة المقيمين في المخيم من فلسطينيين ولبنانيين وسائر الجنسيات، وضعضعة أمن مدينة صيدا، إنما بات الخطر يُداهم حياة كل محيط المخيم والبلدات المجاورة، منها بلدة الغازية التي ذهب أحد أبنائها أول من أمس، ضحية رصاص طائش. وما يثير الاستغراب بعد سقوط قذائف في مدينة صيدا (السراي وتجمع مسجد الزهراء وبالقرب من جسر سينيق وغيره) أن تكون هذه القذائف مستهدفة المدينة عن سابق تصور وتصميم، لفرض واقع جديد وجرّ الجيش اللبناني إلى معركة شبيهة بمعركة نهر البارد عام 2008.
 
وتقول حماس بهذا الصدد، إنها "خلف ما تقرره السلطات اللبنانية، وليس بصدد حماية أحد، ويعنيها أمن المخيم كأمن لبنان، وليس هناك أمن خاص للمخيمات منفصل عن أمن لبنان، إنما هي جزءٌ منه".

إنّ حماس "مع تنفيذ ما اتفق عليه في هيئة العمل الوطني الفلسطيني، وتفويض القوة الأمنية المشتركة، المؤلفة من مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، لناحية تسليم كل المطلوبين والمتورطين في الأحداث الأخيرة".
 
ويجزم مسؤول رفيع في حماس للأفضل نيوز "أن حماس لا تمانع في أي محاولات أو إجراءات من شأنها تعزيز أمن المخيم، وليست ضد أي إجراء تقوم به الدولة اللبنانية، وليست مع استمرار وضع المخيم كملجأ للفارين من القانون من أي جنسية انتموا".
 
ولناحية ما يُحكى عن مؤامرة تحاك ضد مخيمات لبنان، لا يستبعد مسؤول حماس ذلك، مؤكداً "أن كل العاملين في حقل المقاومة هم محل استهداف للعدو، والمخيمات وصمودها كشاهد على جرائم العدو على الأقل، التي ارتكبها من تهجير للفلسطينيين منذ عام 1948، هي هدف دائم ورئيسي للعدو بغية إزالتها أو إشغال القوى الفلسطينية فيها عن القضية الفلسطينية". مع الإشارة إلى أن مخيم عين الحلوة واحد من أول خمسة مخيمات، جرى اعتمادها من قبل الأمم المتحدة عام 1948، بصورة رسمية، وهي؛ برج البراجنة، برج الشمالي، عين الحلوة، البص، وإيفل في بعلبك، المعروف بمخيم الجليل.
 
وتطالب حماس بوضع آليّة عمليّة لتسليم المطلوبين وإراحة أبناء المخيم منهم، وتتوافق مع رأي مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري بأن مسؤولية إلقاء القبض على المطلوبين تقع على عاتق الأجهزة الأمنية اللبنانية.
 
لكن مهما كان رأي حماس، وما تبديه من مواقف جامعة ووحدوية، كل الأنظار تتجه نحوها وتحمّلها جزءًا كبيرًا من المسؤولية، كونها الفصيل الوحيد الذي على اتصال وثيق مع القوى الإسلامية على اختلافها، وباعتقاد كثيرين بأنها قادرة على فعل شيء ما لإنهاء هذه المأساة، التي تتوقف حيناً وتعاود الكرّة حيناً آخر، وقد تودي بالمخيم ومحيطه إلى ما لا تحمد عقباه.
تم نسخ الرابط