الخميس 02 أيار 2024 الموافق 23 شوال 1445
عاجل
آخر الأخبار

حرام عليكم ... لبنان يحتضر... هل من يكترث؟ بقلم جعفرقرعوني

ياصور
صحيح أن لدينا عدو غدار ومجرم ويجب التنبه له.
صحيح أن لدينا خلافات داخلية بين الأفكار و الطروحات والتصورات حول هذه القضية أو تلك.
صحيح أن الدول القريبة والبعيدة لا تتعامل معنا بالشفافية المطلوبة.
صحيح أن جارتنا الكبرى سورية مازالت مأزومة وأزماتها تؤثر علينا....
كل هذا، و أكثر من هذا صحيح، ولكن...
هل من العقل أن نستمر في ادارة ظهورنا لبعضنا ولا نكترث أبدا لإنقاذ الدولة المدنية التي لا يمكننا وقف الانحدار القاتل بدونها؟؟؟؟؟
أما ان لنا أن نرى أن لبنان يحتضر؟
لبنان ليس فيه قضاء !!!!
يعني ليس فيه قانون محترم !!!
يعني شريعة الغاب !!!
قد لا أبالغ اذا قلت أنه من الممكن أن نهزم العدو على الحدود، ولكن لن نقدر أن نحق الحق داخل البلد وأن نضمن حياة كريمة للناس.
كل من لا يساعد في تسيير الدولة المدنية الجامعة والضامنة لحقوق المواطن هو مقصر مسؤول عن المستقبل الأسود الذي لا يمكن التعافي منه. وهذا لا علاقة له بتوترات المنطقة.
لبنان مباح مستباح. السرقات و انتهاك الملكيات حدث ولا حرج.
لا قضاء يعمل ولا قانون يحترم، وكله على عينك ياتاجر.
من العار أن هناك من يقاتل العدو ويضحي على الحدود، وبنفس الوقت هناك من كل همه هو أن يسرق وينهب، لماذا؟؟؟ لأن القاضي لا يملك أجرة المواصلات !!!!
من العار والعيب أن يقف الغزاوي المطارد والجريح على ركام بيته المدمر ويتمسك بأرضه ويرفض مغادرتها، بينما للأسف يتدفق بعض السوريين الى لبنان لتحصيل كسب رخيص!!!
هذا غيض من فيض، لا يريد أحد أن يراه أو يسمعه لأن لكل منا شأن يغنيه....
هل من أحد قلبه على البلد؟
لقد قرف الناس من الكلام والتنظير.
والله لو وقفنا جميعا كلبنانيين مع بعضنا وأنقذنا دولتنا واحترام قوانيننا وضحينا بطائفياتنا وعنصرياتنا وكيدياتنا لإنقاذ مستقبل أولادنا لهابنا العدو وحسب لنا ألف حساب.
من حسن الحظ أن الله قد أنعم علينا بمغتربين لم يقصروا يوما تجاه أهلهم وشعبهم...
ايها اللبنانيون اتفقوا قبل أن يتفقوا عليكم وعلينا....

لا يجوز أن ترخص دماؤنا لهذا الحد...

ألهذا الحد صار حراما في الدين والأخلاق أن نتفق ونجد توافقا بيننا ننجي به وطننا وملاذ اجيالنا القادمة؟
واجبكم ياأهل الأديان أن تقفوا مرة واحدة مع الوطن لا مع الطائفة وتكونوا صفا واحدا أمام الله الذي سيمحصكم صفا واحدا... فأين المفر من حكومته؟
وبالمناسبة اذكر أن أجمل ما يجمع المسيحية والاسلام هو الايمان بيوم الحساب....

هل من يسمع؟ هل من يعي؟ هل من يرعوي؟

جعفرقرعوني
تم نسخ الرابط