
قضى مساء أمس في الاعتداء الإسرائيلي على مدينة صور، أحد أبرز أبنائها الذين عشقوا مدينتهم حتى النخاع.
في الشكل، اسمه منحوتا من صفاء الصوريين (صافي)، وكنيته عز مدينة صور ومجدها وتاريخها (بحر)، أما في المضمون، كان صافي بحر يشبه صفاء بحر صور، صديقا للبيئة، لا يحلو له إلا أن يمضي أجمل أوقاته على الشاطئ الجنوبي للمدينة، متأبطاً كرسيه وطاولته وشمسيته وبعض حاجياته، ولا يحط رحاله إلا بعد أن يقوم بحملة تنظيف للشاطئ بقطر يزيد عن ال 20 متراً، ومن ثم يصدح صوت فيروز من مُسجّله، فكنا (رواد البحر في فصل الشتاء) نأنس بمجالسته والحديث إليه عن البحر وضرورة الحفاظ على نظافته، وطالما كان يردد "صور أجمل مدن العالم".
غاب صاحب الوجه البشوش والمحب، صاحب الشخصية الهادئة والمؤدبة، صاحب الطاقة الإيجابية، الذي لا مكان للسلبية والتشاؤم في حياته، علماً أن حياته كانت متواضعة وربما أكثر من عادية، لكان طريقة وأسلوب حياته يتمنّاها كل منّا. كان يعطينا درسا في الحياة بأن المال ليس نهاية الدنيا، إنما العقل المنفتح والروح المرحة ومعرفة كيفية أن تسعد نفسك هي الحياة بكليتها.
لم نقل وداعاً، ستبقى موجودا في قلب محبيك، ونموذجاً للصوري المعتق بعبق عروس المتوسط، آملين أن يلهم الله عائلتك الصبر والسلوان، وان تكون في آخرتك سعيداً كما كنت في دنياك.
