نيرانٌ تلتهم أشجار الصنوبر... وشبهاتٌ بعمل مفتعل! (فيديو)

اندلع حريق كبير في أحراج جبل حريصا، مساء أمس الاربعاء، مخلّفًا أضرارًا جسيمة في مساحات واسعة من الأشجار الحرجية، لا سيما أشجار الصنوبر المعمّرة، وسط تصاعد كثيف لأعمدة الدخان التي غطّت سماء المنطقة وامتدت إلى بلدات مجاورة.
وقد تمكنت عناصر الدفاع المدني من السيطرة على النيران بعد جهود استمرت لساعات، ومنعت امتدادها إلى المناطق السكنية المحيطة، ما حال دون وقوع كارثة بيئية وبشرية أكبر.
ورجّحت مصادرفي الدفاع المدني لـ"ليبانون ديبايت" أن يكون الحريق مفتعلًا، مشيرة إلى أن اندلاع النيران في عدة نقاط متفرقة وبشكل متزامن يثير الشبهات حول وجود نية مبيتة لإشعال الحريق.
وأكدت المصادر أنّ التحقيقات بدأت لجمع الأدلة وتحديد هوية المتورطين.
تأتي هذه الكارثة البيئية في سياق متكرر بات يؤرق اللبنانيين سنويًا، إذ يشهد لبنان، خصوصًا خلال فصلي الربيع والخريف، سلسلة حرائق في مناطق حرجية أبرزها الشوف، عكار، المتن، زغرتا، وجبيل.
وغالبًا ما يُعزى السبب إلى الإهمال أو ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن الحرائق المفتعلة باتت تمثل ظاهرة خطيرة، خصوصًا في المناطق التي تُطوّقها أطماع عقارية، حيث تتحوّل الأراضي المحروقة لاحقًا إلى مشاريع عمرانية أو صناعية، في غياب الرقابة وتطبيق القوانين.
وكانت وزير البيئة تمارا الزين قد حذّرت في وقت سابق من أن "لبنان يفقد آلاف الدونمات من غاباته سنويًا بسبب الحرائق، وغالبيتها تُظهر مؤشرات على الفعل المتعمّد"، داعية إلى تشديد العقوبات ومراقبة المناطق المصنّفة حرجية.
كما كشف تقرير بيئي صدر نهاية العام الماضي أن أكثر من 3100 حريق اندلع في لبنان خلال عام 2024 وحده، وهو أعلى رقم يُسجّل منذ عشر سنوات، ما دفع الجهات الرسمية إلى طرح مشروع لتفعيل وحدة التدخل السريع في الدفاع المدني، وتعزيز القدرات الجوية لإخماد النيران.