الثلاثاء 29 نيسان 2025 الموافق 01 ذو القعدة 1446
آخر الأخبار
ياصور

أكدّت قيادة الجيش اللّبناني وقناتا الميادين والجزيرة ان القوات الإسرائيلية استخدمت الفسفور الأبيض، المحرّم دوليا، في غاراتها ضد المدنيين، وذلك بالاستناد إلى فيديوهات تم التّحقق منها لمصابين في مستشفيات جنوب لبنان وغزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الماضي،  الجنوب اللبناني.

وتحرّم الهيئات الدولية استخدام الفسفور الأبيض كونة مادة كيماوية تسبب الحروق. المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في مجمع الشفاء الطبي في غزة الطبيب محمد الحواجرة قال ل بي بي سي، إنه في أغلب الأحيان تحتاج الاصابات بالحروق من هذا النوع لتدخل جراحي ورقع جلدية وترميم، وأقلها ضراراً يحتاج لفترة طويلة من العلاج وسط نقص في المراهم والأدوية الطبية اللازمة.

عسكريا يستخدم الفسفور الأبيض في قذائف المدفعية والقنابل والصّواريخ، ويشتعل عند تعرضه للهواء وينتج عن هذا التفاعل الكيمائي حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، ودخان، ويسبب أيضاً بإصابات مروعة عندما يتلامس مع جسم الإنسان.

تاريخ استخدام الفسفور الأبيض في المنطقة

في فترة من 27 ديسمبر 2008 وحتى 18 يناير 2009، واثناء عملية "الرصاص المصبوب" في غزة أطلق الجيش الإسرائيل نحو مئتي قذيفة فوسفورية من الأرض على مناطق مأهولة بالسكان في مدينة غزة، واعتمدت القوات الإسرائيلية بشكل خاص على قذائف المدفعية عيار  155 ملم التي ترسل شظايا الفسفور المشتعلة لمسافة 125 متراً مربعا في جميع الاتجاهات ويمنحها تأثير واسع النطاق حسب قناة الجزيرة. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الجيش الاسرائيلي أستخدم القذائف فقط لتكون ستائر من الدخان.

وبالرغم من أي غرض ظاهري لهذه القذائف، ووثقت قناة الجزيرة ومنظمات حقوق الانسان عشرات الإصابات التي نتجت عن استخدام الفسفور الأبيض الذي وصفته إسرائيل بانه مجرد دخان. كما الحقت قذائف الفسفور الأبيض الاضرار بالمنشآت المدنية، بما في ذلك مدرسة وسوق شعبي ومخزن للمساعدات الإنسانية ومستشفى.

وقد أثارت هجمات إسرائيل خلال عملية "الرصاص المصبوب" غضباً محلياً في عام 2013 ورداً على ما جرى من احداث دعمت حركة "فتح" منظمات دولية للتقدم بشكوى إلى محكمة العدل الإسرائيلية العليا بشأن هجمات غزة. نتيجة لهذه الشكوى ادعى الجيش الإسرائيلي أنه لن يستخدم الفسفور الأبيض مستقبلا في المناطق المأهولة إلا في حالتين لم يكشف عنها إلا للقضاء وفي حكم المحكمة، وأوضحت القاضية "إدنا أربيل" أن الظروف ستجعل استخدام الفسفور الأبيض استثناء متطرفاً وفي ظروف خاصة للغاية، ورغم أن هذا التعهد امام المحكمة لا يمثل تغييراً رسمياً في السياسة، إلا أن القاضية "أربيل" دعت الجيش الإسرائيلي إلى إجراء فحص شامل وكامل.

في عام 2013 أيضا، اعلنت القوات الإسرائيلية أنها تعمل على تطوير قذائف دخان جديدة خالية من الفسفور الأبيض، وذكرت أنها تحتفظ بالحق في استخدامها حتى تتوافر لها بدائل كافية، لكنها أوضحت أنه اعتمادا على نتائج عملية للتطور هذه، ستحل هذه القذائف الجديدة تدريجياً محل القذائف الدخانية الحالية، باعتبارها الوسيلة الاساسية التي يستخدمها جيش الإسرائيلي.

في 18 أكتوبر/ تشرين الاول 2023  صدر تقرير عن مدرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني أن هناك "أدلة" تدعم المزاعم التي تقول إن الجيش الإسرائيلي استهدف العديد من المناطق في جنوب لبنان بذخائر الفسفور الأبيض المحرمة دولياً، حيث أظهرت ما يقارب مئتي صورة وفيديو تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي توضح أن القوات الاسرائيلية استخدمت ذخائر الفسفور الأبيض في خمس عشرة بلدة على الاقل في جنوب لبنان .كما تحقق مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية، من مقطع فيديو يظهر أعمدة دخان منتشرة من قذائف المدفعية  سببها الفسفور الأبيض التي تعرضت بلدات الضهيرة، وكوكبا، بليدا، ورميا، ومرجعيون، وعيتا الشعب،  والماري وكثير من البلدات في جنوب لبنان.

طبيب الطوارئ في المستشفى اللبناني الايطالي  في مدينة صور هيثم نسر قال لمنظمة العفو الدولية إن الفرق الطبية عالجت في 16و17 و18 تشرين اول  تسعة مدنيين من بلدات الظهيرة ويارين ومروحين، تعرضوا لقذائف الفسفور وعانوا من ضيق في التنفس والسعال نتيجة استنشاق الفسفور الأبيض.

من جانبه روى المدير الأقليمي للدفاع المدني في جنوب لبنان المسعف علي صفي الدين للمنظمة أن فريق الدفاع المدني تلقى مكالمات طوال الليل من السكان بلدات الحدودية الجنوبية اللبنانية طلباً للمساعدة بسبب قنابل تنتج رائحة كريهة للغاية. وتسبب حالات اختناق بمجرد استنشاق الهواء.

فيما وأخبر رئيس بلدية الضهيره عبدالله الغريب المنظمة ان قصف المنطقة بدأ حوالي الساعة الرابعة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي يوم 18  أكتوبر/ تشرين الاول 2023 بقذائف الفسفور الأبيض واستمر حتى ساعات متأخرة من الليل.

المنظمات الدولية قالت كلمتها

القانون الدولي الانساني ينص على انه يجب على جميع أطراف النزاع التمييز بين المدنيين والمواقع المدنية من جهة، والمقاتلين والاهداف العسكرية من جهة أخرى، وتحظر الهجمات التي لا تفرق بين هؤلاء كما يجب. واعتبرت ان كل ما يخالف ذلك هو بمثابة جريمة حرب.

تم نسخ الرابط