الأربعاء 30 نيسان 2025 الموافق 02 ذو القعدة 1446
آخر الأخبار

استمرار الإبادة والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين دون رادع

ياصور

في ظل صمتٍ عربيٍ مطبق وغير مسبوق في تاريخ الأمة، تمضي حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو في تنفيذ مشروعها الدموي ضد أهلنا في قطاع غزة، غير آبهة بالقانون الدولي أو بأبسط المبادئ الإنسانية. العدوان الإسرائيلي لم يتوقف يوماً، لكنه اتخذ في الأسابيع الأخيرة شكلاً أكثر وحشية، وسط تواطؤ دولي وصمت عربي مخزٍ.

36 يوماً من الدم والنار بلا رادع، منذ انقلاب حكومة الاحتلال على اتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار 2025، وجيش الاحتلال يستأنف عدوانه الهمجي على القطاع المحاصر، مستهدفًا البيوت، والمدارس، وحتى خيام النازحين التي احتمى بها المدنيون هرباً من القصف. وعلى مدى 36 يوماً، لم تهدأ طائرات الموت الإسرائيلية، مخلفة وراءها أكثر من 1900 شهيد و5000 جريح، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إضافة إلى عمليات تجريف وتدمير ممنهجة للبنية التحتية ونسف أحياء بأكملها.

وفي صمت دولي وتواطؤ معلن لم يتوقف المجتمع الدولي عن التغني بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان ولم نسمع منه سوى دعوات خجولة لوقف إطلاق النار، تنحصر غالبًا في المطالبة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، دون أن يجرؤ على مساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون أقسى أنواع التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، أو عن جرائم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

منذ أكثر من 50 يومًا، يعيش قطاع غزة تحت حصار خانق وكارثة إنسانية وصمت قاتل أدى إلى نفاد المخزون الغذائي والدوائي، وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومع ذلك، لا تزال مواقف الأنظمة العربية محصورة في بيانات الشجب والاستنكار، ولا تزال الأمم المتحدة ومنظماتها تكتفي بالتحذير والتنديد.

أسئلة موجعة في زمن الخنوع والخضوع، إلى متى يستمر الخنوع والخضوع للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية؟
وإلى متى يُذبح الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم؟
وإلى متى ستبقى الشعوب العربية تتفرج وتكتفي بالتضامن اللفظي؟ 
فإن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل إبادة جماعية ممنهجة ترتكب بحق شعب بأكمله. الصمت لم يعد حياداً، بل مشاركة في الجريمة. والتاريخ لن يرحم من اختار أن يصمت في زمن المجازر.

تم نسخ الرابط