
في مشهد غير مألوف، ظهر صباح اليوم الثلاثاء، في ساحة شتورا باص للنقل المشترك وسط غابة من الفانات الخاصة التي تجتاح الساحة، مؤذناً بإنطلاق خط للنقل المشترك ذهاباً وإياباً ما بين شتورا في البقاع – والكولا في العاصمة بيروت وذلك بالتزامن مع انطلاق خطين للنقل المشترك من صور ومن طرابلس.
لم تعلن الدولة رسمياً عن قدومها إلى البقاع بباصات النقل المشترك بل سرى الخبر عن هذه الخدمة بطريقة غير رسمية عبر وسائل التواصل الإجتماعي. وأكثر من أثار الباص، المتوسط الحجم والقرمزي اللون حشريتهم هم سائقي الفانات المتخوفين من منافسة الدولة لهم، سيما مع انتظام العمل على الخط بحيث ينطلق باص كل 26 دقيقة بتسعيرة 165 ألف ليرة للراكب.
لا تزال هذه الخدمة في المرحلة التجريبية، وقد جرى تسيير عدد معين من الباصات لاستطلاع الوقت التي تحتاجه الرحلة مع زحمة السير، ومعدل التوقف لأجل خدمة الركاب، وبالتالي احتساب عدد الباصات التي يجب تسييرها لتأمين شرط انطلاق باص كل 26 دقيقة، ومعالجة أي عقبات قد تطرأ خلال تلك المرحلة. ويتوقع أن تنتهي الفترة التجريبية الأسبوع المقبل، فتصدر الجداول بمواقيت الانطلاق، والمحطات المعتمدة، والخط الذي ستسلكه الباصات وسط مطالبات بأن تعبر الطريق الداخلي للبلدات الواقعة على الخط كحمانا وصوفر.
انطلق أوّل باص للنقل المشترك صباح اليوم من شتورا براكبة وحيدة، أقلّها والدها لتستقل باص الدولة بعد أن سمع بهذه الخدمة عبر الفايسبوك، رافضاً وإياها عرض سائق فان بأن يقلّها بـ100 الف ليرة بدل تسعيرة الـ300 ألف ليرة التي تعتمدها الفانات للراكب على هذا الخط، إذ إنّ الوالد أعرب عن اطمئنانه أكثر على ابنته بعهدة باص الدولة المزوّد بكاميرات وبنظام التموضع العالمي GPS وشاشة سيعرض عليها خط سير الباص ومحطاته، فيما آثرت الطالبة الجامعية رويّة قيادة سائقي باص الدولة وغياب ضجيج الأغاني والأناشيد التي غالباً ما ترافق رحلة راكبي الفانات.