سوف أكتب وأقول . وعن ماذا سوف أكتب وعن ماذا سوف أقول! سوف أكتب عن عنواني عن مكاني عن أيامي عن زماني .
وأقول عن وجودي عن حدودي وعن وجهي جُبلة جدودي .
سوف أكتب عن عهدي ووعدي وعن أجفاني طرفة عيوني ، وأقول عن حرفيعن روحي وعن أحلامي ملاحم غرامي. سوف أكتب عن ذاتي بذرة ذكرياتي وعن لسان حالي سنابل سلاماتي وأقول عن عذاباتي دمعة علاماتي وأشواقي شمعة شهاداتي .
سوف أكتب عن شبابي وأحبابي وعن دمي وأدياني ودمعتي وابتسامتي واسمي وأمُسياتي ، وأقول عن نفسي سفينة أسرار شخصي وأنشدُ شؤون وشجون أشجاني وأقرأ عيون وعيون مُعلقاتي .
سوف أكتب عن زهرة أزهاري وزهري رمزُ أزراري وظهري حمولة أوزاري وأقول عن وردة وريدي درّة أدواري ودروب دياري.
نعم سوف أكتب وأقول وعن ماذا سوف أكتب وعن ماذا سوف أقول؟ سوف أكتب عن أرزة أوطاني وزيتونة أعماري وغارة غاري ، وأقول عن وقفتي بقدر أقماري وأُقاضي عن قراري بقمر أقداري وسوف أخطب خطاب صوابي خطبة الخوابي وليّة الغوالي وأكتب كتاب كمالي على ملاكي مملكة أملاكي وأقول أقوالي بأشفار أقلامي كنوز أكواني وأُحادث حبيبتي حواء أبجدية جنّاتي - وسوف أقسم بأسناني مدرسة أبداني - قسمًا بعتاباتي ابواب سماواتي قاسمًا قائمًا بقاماتي محرابُ صلواتي قائلًا ثائراً يالثاراتي – وشيبة شاماتي .
نعم سوف أقسم بأقلامي شفرة أشفاري- صارخاً صادقًا بأقوالي شاهراً سيفي و سبيكة أفكاري – قادماً قاسماً بدمعة فؤادي وأكبادي – أبداً دائماً قاسماً بنجمة أجدادي وأمجادي جدة أصلي وأصلابي فاتحاً للبلادي - خاتماً للعبادي أمتطي صهوة جوادي – قمراً قادماً على قمم وسهول كلِّ جبلٍ ووادي – قارئاً صحيفة أكفّي وأكفاني قاضياً ثائراً يالثاراتي وثورة أُمسياتي وثروة ابتساماتي .
نعم سوف أكتب وأقول وعن ماذا سوف أكتب وعن ماذا سوف أقول!
سوف أكتب عن أبي أبد حياتي وعن أُمي منتهى أُمنياتي وعن يقظتي شهادة عشيقاتي وعن مناماتي وديعة أماناتي ، وأقول عن ذاكرة إنسان صارت خلف أسلاك النسيان وسوف أزرع الزنابق في كل الأزمان وأحفر الحدائق في كل مكان كي أشهد شقائق النعمان على وجوه الوجدان وأقول عن فاتنة القبلتان التي فارقت فكري مع قوافل فلول الفرقان وأيضاً سوف أتفكّر ببيارق الظل الظمآن سديم الأرجوان وأميرة الصدى العدنان نسيم الأحزان التي ليست إلا نجمة المرجان وهي القاب الشاهق أقواس النصر عزّة الجبهتان وباب البيارق قرطاس العصر خلود الاوطان والشاب العاشق ((ناصر مصر)) وجه الرحمان جمال الأنس والجان ، والسنونو صياح الألحان والنوارس أرواح الريحان والقبلة قبلتي هي قلب الرمان.
نعم سوف أكتب وأقول وعن ماذا سوف أكتب وعن ماذا سوف أقول! سوف أقول عن قافية بحار الولهان والمُعلقة عاطفة أسحارالحنان والملحمة عاشقة أسرار الجنان ، إذ أنها إنسانة النسيان هي بيلسانة نيسان المبعدة في تجاعيد هذا الدهر المشيب على مزاميرهذا الزمن الرديء.حيث حقيقتي هي قد حامت على حالي يمامة بالي وقالت الموّال الحزين فصاح العاشق بأبيات الفاقدين قائلاً يا دار العائدين قد ماتت أمي شهيدة العرش شاهدة على الشاهدين ، نعم قد ماتت أمي شهيدة العرش شهادة على كلِّ جبين إذ أنها الأبيات أمي هي والمحبة أشعار العاشقين والأمسيات أمي هي و الشيبه ليالي الوالهين والأحلام أمي هي و الهيبه رحمة الراحلين والفردوس أمي هي والهنا تفاحة الخلد جنّة الخالدين والقصيدة أمي هي والموّال الحنين مدائح الفاتحين ثم قال يا قمر القامات قد رحلت وديعتي عن عيني والعلام العالي هي والشرف الشاهد أمي وشمسي ونهاري وقمري وداري-والبيت بيتي هي بيت العز الظاوي أمي.
أمي عزيزتي يا عزّة العيون ووجيهتي يا غرّة الجفون و حبيبتي يا فرحة الحنون حيث القضاء قضيّتي أمي يا ذلك القدَر قلب البنين والبنون – و الفضاء فريضتي أمي يا ذلك القمَر قطب الطين و الطيون. أمي يا حالي وحال حالي ويا أغلى الناس على نفسي وبالي ،ثم صاحت بصوتٍ عظيم وعادة بصورة الملاك المبين أنشودة عاشقة شاعرة شاهدة على العالمين وأصبحتُ بحلمٍ رحيم وقلت الموّال الحنين ، أمي أمي أماني يا دار لا تفتحي الأبواب من بعدي حيث عدوّي بكلابه نابح على بوابي وبشرور كيده كامن على كبادي .
ويا يُمّا مهما طال غيابي من بُعدي عن بلادي راجع بوعدي أنا على بلادي راجع وبعلامي العالي أنا البدر الطالع من أعماق الوادي طالع والمنصور بعيني أنا على عيون الأعادي .
ويا يُمّا مهما طال غيابي عن بلادي أنا العهد العائد على دياري والفتى الفاتح أنا الوالي والحمى الحامي للعيالي والشاهد الشادي انا الهادي وبجبيني الغالي أنا الغار الغاوي للغوالي وبوجهي الوجداني أنا الوديع العالي خزنة كنوز الأماني – و بنجمي الأرجواني أنا البديع العرفاني جفرة رموز الأزماني .