
يا صاحب الهمةِ العلياء
أنعشُكَ ام قلبي الذي حُمِلا
غدوتُ أسأل من ذا الذي قُتلا
أأخطأ الناعي في ذِكرِ اسمِكُمُ
مالي أراه لنحوِ القبرِ مرتحلا
ما ضرَ شمسَك لو تأخر ضوؤها
كالبدر تغفو قبيلَ الفجرِ مبتهلا
وُلِدْتَ من نسلِ الفحولِ لهاشم
تزاحمُ الموتَ لا خِبّاً ولا وجِلا
هذي الجموعُ حباها اللهُ منزلةً
كالمزنِ يرحلُ خلف النعشِ مرتجلا
-----------------
يا جذوةَ النور يا مصباح كل دجى
يا غايةَ الجودِ إن اعطى وإن سُئِلا
سَمِعْتَ صوتَ الحادثاتِ بغزةٍ
ورأيتَ جمرَ الردى في القدس مشتعلا
فوَثَبْتَ من بين العروبةِ شامخاً
وَشْمُ الكرامةِ في عينيك قد كُحِلا
ومضيتَ لا تخشى النزالَ كريهةً
سيفُ المروءةِ من كفيك قد صُقِلا
وشاء ربُكَ أن تكون منارةً
نورٌ تجلى على عليائها غُزِلا
********
يا سيدا نطق الزمان بذكره
في حلكةِ الروعِ يُردي الجحفل العتِلا
أمِلَ العفاةُ بنخوةٍ عربيةٍ
كنت الشجاعَ وكنت النجمَ والأملا
تندى الأماني للحظٍ أنت صاحبُه
ويرتجي الشوقُ صوتاً ينْطِفُ العسلا
لم يغف جفنٌ ولا نامت مطارفُنا
ثقلُ الكرى من عزمنا ذُهلَا
كنت الكفوءَ لها في كل معتركٍ
عبلَ العزيمةِ طوداً سامقاً جبَلا
**********
يا صاحب الهِمّةِ العلياءِ في كبدي
لواعجٌ من لهيبِ الشوقِ ما أفُلا
اتيتُ قبركَ اسكبُ من مجامِرنا
معاطرُ الدمعِ لا هوناً ولا خَتِلا
اشقى الليالي وتشقى بي معلِّلتي
كأن الضحى بنور الشمس قد ثكِلا
نحن الشراةُ وأنت اليومَ قبلتُنا
وأنت تزهو على عليائها جذِلا
أنعشُكَ أم قلبي الذي حُمِلا
مروان حسين فران